للكر مل صحوة!!!.
ولحيفا المنسابة,
في حلق الغابات جفوة,
تعزفها عصافير طفولتها .
على الشاطئ,تُرحي ساقيها,
والموج يُقلّب صفحات
أرشيف البحر ,يُناولها,
تقرأها بلهيب أللهفه.
كانت ملقى.
و سُبات الشمس ميعاد ,
تلاقي الشعراء السريّ,
في واديها الأليف,
اللطيف بعبق القهوة.
كانت ترنو في شوارعها,
عند الصبح ,نكهة خبز الزعتر
يَشْرَق منه ورق الدفتر,
يقطر زيتا ًيثير الشهوة.
وكان الحيّ, يعجّ صباحا ً,
بالأطفال ولغط النسوة.
صار الكر مل,
بعد رحيل الماعز ,طعام النار,
يمضغ في صمت الأموات
من طبق قهقهة الريح, غبار العِشرَة,
وخزته الصحوة!!!
أشعل ذاته بالنار الجائعة عمدا ً,
كي يكشف للملأ ألعوره.
في الجسد الحي ّالملغوم الممتد,
من الناقورة إن شئتم , لخليج العقبه.
أحراش الكر مل للدولة تستر عورتها.
بالنار احترقت سترتها,
هل ظهرت للعالم عورتها؟؟؟
كي تعترف بحقيقتها.
******
أعْصابُ الكر مل قد شُلّتْ,
وحيفا ترقبُه حزينة !!!
ما زال يتشبث كغريقٍ بجدائلها,
وهي كالطفلة في حضنه ,
صعقتها الرهبة.
هواؤها صار مُرّا ًٌ, أثقله الدخان.
نثره في عرض الشارع,
في المقهى والملقى , في الدكان .
عصافيرٌ حَيْرى مُغبّرة ٌ,
تلجأ للعُبّ الموجوع,
لم تجد الدفء المعتاد فوق الأغصان .
لم تشعر بعد لهيب النار بأمان.
الكر مل معصوب الجسد منكوبا ً,
رماديّ ُالوجه يتداوى,
بغرفة إنعاش مُثلى,
لا يدخلها اليوم الإنسان. ٍ.
البحرُ يلعن سادتهم,
لم يُجيد السباحة في النار,
فتمنى من شدة غضبه
أن يهب عليه الإعصار,
لعله يأتي بثمار.
لم يجيد السير صعوداً,
انه مُضطربا,ً
والكرمل أمام عينيه يفتح فكيه ,
يتضرع لقطرة ماء ٍوهو الماء!!!
استعصى على خبراء الحرب الإطفاء.
طواقيهم لم تكفِ قلّتها نقل الماء.
هاتوا بطواقي الأعداء,
عند الكارثة لا استحياء!!!,
اليوم نحن الضعفاء,
البحر يلعنكم,
لم تحموا من اللّهب الأحياءً؟؟
نجحتم في قتل الآلاف في فلسطين,
وعجزتم أن تنقذوا
روحاً واحدةً من لهب النار,
سيّرتم في غزة أنهار دماء .
وعجزتم عن نقل الماء,
ماذا ستقولون لمن ناصركم ,
يا خبراء الأشلاء؟؟؟؟